Index   Back Top Print

[ AR  - DE  - EN  - ES  - FR  - IT  - PL  - PT ]

كلمة قداسة البابا فرنسيس

إلى الكوريا الرومانية

في مناسبة عيد الميلاد

الاثنين 21 كانون الأول/ديسمبر 2020

[Multimedia]


 

أيّها الإخوة والأخوات الأعزاء،

1. إنَّ ميلاد يسوعَ النَّاصري هو سرُّ ولادةٍ يُذكِّرُنا بأنَّ "البشّر، حتى لو ماتوا، لم يُخلقوا للموت، بل لبداية جديدة"[1]، كما تقول بطريقةٍ بليغة وموجزة أنَّا أرندت، الفيلسوفةُ اليهوديةُ-الألمانيةُ، التي قلبَت فِكرَ مُعلِّمَها هايدجر، الذي كانَ يعتبرُ بأنَّ الإنسانَ يُولد ليُلقَى به إلى المَوت. على أنقاضِ الأنظمةِ الشُّموليَّة في القرنِ العِشرين، أدركت أرندت هذه الحقيقةُ المُضيئة: «إنَّ المُعجزةَ التي تَحفظُ العالم، وكلَّ الشؤونِ الإنسانيّة، من خرابِها المحتوم والطبيعيِّ هي في النِّهاية واقع الوِلادَة. ولربما أروع تعبير عن هذا الإيمانِ والرجاءِ في العالم، نجده في الكلماتِ القليلةِ التي أعلنَ بها الإنجيلُ البُشرى السَّارة للمجيء: "وُلِدَ بيننا وَلَدٌ"[2].

2. أمام سِرِّ التَجسُّد، بالقربِ من الطفلِ المُضْجَعِ في المِذود (را. لو 2، 16)، وكذلك أمامَ السِّرّ الفصْحيّ، أمام الإنسانِ المَصلوب، نجدُ مكانَنا الصحيح، ذلك إن كُنَّا لا نحمل سلاحًا، وكنا متواضعينَ، وليس فينا إلا ما هو جوهري، وفقط إن أدركنا في البيئةِ التي نعيشُ فيها - بما في ذلك الكوريا الرومانية - برنامجَ الحياةِ الذي يعرضه علينا القديس بولس: "أَزيلوا مِن بَينِكم كُلَّ شَراسةٍ وسُخْطٍ وغَضَبٍ وصَخَبٍ وشَتيمة وكُلَّ ما كانَ سُوءًا. لِيَكُنْ بَعضُكم لِبَعضٍ مُلاطِفًا مُشفِقًا، ولْيَصفَحْ بَعضُكم عن بَعضٍ كما صَفَحَ الله عنكم في المسيح" (أف 4، 31-32)، وفقط إن "لبِسنا التواضع" (را. 1 بط 5، 5)، متمثلينَ بيسوعَ الذي هو "وَديعٌ مُتواضِعُ القَلْب" (متى 11، 29)، وفقط إن اتخذنا "المَقعَدَ الأَخير" (لو 14، 10) وصِرْنا "خُدَّامًا للجَميع" (را. مر 10، 44). وبهذا المعنى، يذهبُ القدِّيس أغناطيوس في رياضاتِه الروحيّة إلى حدِّ أنَّه يطلبُ مِنَّا أن نتخيلَ أنفسنَا جزءًا من مَشهدِ مغارةِ الميلاد، ويقول: هناك "أجعلُ نفسي خَادِمًا فقيرًا غيرَ مستحِقّ، أنظر إليهم وأتأمَل فيهم وأخدُمُهم في احتياجِاتهم" (114، 2).

أشكر الكاردينال العميد على كلماته الترحيبية في عيد الميلاد هذا، والذي عبّر عن مشاعر الجميع. شكرًا، صاحب النيافة الكاردينال ري، شكرًا.

3. الميلادِ في هذا العام هو ميلاد الجائحة، والأزمة الصِّحيَّة والأزمة الاقتصاديِّة والاجتماعيِّة، والكنسيِّة أيضًا، التي أصابتْ العالمَ أجمَع بصورة عشواء. لم تَعُد الأزمة من الأمورِ الشائعة في الخطاباتِ ولدى الطبقة الفكريّة المهيمنة: لكنّها أصبحت واقعًا يعيشه الجميع.

كانت هذه الآفة وسيلة اختبارٍ لا يمكن ألَّا نهتم لها، وفي الوقتِ نفسِه، كانت فرصةً عظيمةً للتوبةِ واستعادةِ حقيقتنا.

في 27 آذار/مارس الماضي، في ساحةِ القدِّيسِ بُطرس، الفارغةِ، ولكن المليئةِ بانتماءِ مُشترك يُوحِّدُنا في كُلِّ أنحاء الأرض، عندما أردتُ أن أُصلِّي هناك من أجلِ الجميعِ ومعَ الجَميع، وأردتُ أن أعبِّرَ بصوتٍ عالٍ عن المعنى المُمكن لـ "العاصِفة" (را. مر 4، 35-41) التي ضَرَبَت العالم: " كشفت العاصِفة عن ضُعفِنا وأظهرَتْ زَيفَ الضَماناتِ الزائدة التي بنينا عليها برامِجَنا ومشاريعَنا وعاداتِنا وأولوياتِنا. أظهرَت لنا كيفَ تركنا وابتعدنا عمّا يُغذِّي ويعضُد ويُعطي القُوَّةَ لحياتِنا وجماعتِنا. كشفت العاصِفةَ عن نوايانا إذ أردنا أن ننسى ونضعَ حدًّا لِمَا غذَّى روحَ شُعوبِنا. كُلُّ تلك المُحاولات للتخدير بعوائدَ تبدو كأنّها تحمل الخلاص، وهي غيرُ قادرة على الارتباط بجذُورِنا وذكرى الأقدمين فينا، حَرمَتْنا من المناعةِ الضروريّة لمواجهة الشَّدائِد. تلاشت مع العاصِفة، كلّ تلك القوالِب النَمطيِّة التي كنا قد أخفينَا وراءها "الأنا" القَلِقِ والمهتم لصورتِنا فقط، ومرة أخرى تمَّ اكتشافُ الانتماءِ المُشتَرك (المُبارك) الذي لا يُمكِنُنا الهروبُ منه: الانتِماء كإِخوّة".

4. أرادت العنايّة الإلهيِّة أن أكونَ قادرًا على أن أكتبَ، في هذا الوقتِ العصيب، الرِّسالة العامةFratelli tuttiالمُكرَّسة لموضوعِ الأخوَّة والصَّداقة الاجتماعيَّة. نجد العبرة في هذا الشأن في أناجيل الطفولة التي تَروي لنا ولادة يسوع. هناك تَوافُقٌ جديد - تَوافُقٌ جديد! - واتحادٌ يَنشأُ بين أبطال الرواية: مريم ويوسف والرُّعاة والمَجوس، وكلِّ أولئك الذين، بطريقةٍ أو بأُخرى، قدَّموا أخوَّتَهم، وصداقتَهم فرحّبوا في ظلمة التاريخ بالكلمةِ الذي صارَ جسدًا (را. يو 1، 14).

كتبتُ في بدايةِ الرِّسالة العامة: "آملُ أن نستطيعَ، في هذا العصرِ الذي نَجتازُه، من خلالِ الاعترافِ بِكرامةِ كُلِّ إنسانٍ، تجديدَ رغبةٍ عالميّةٍ في الأُخوَّة بين الجميع. "هذا سرٌّ جميلٌ كي نحلمَ ونجعلَ حياتَنا مُغامرةً جميلة. لا يُمكِنُ لأحدٍ أن يُواجِهَ الحياةَ بطريقةٍ منعزلةٍ [...]. إنَّنا بِحاجةٍ إلى جماعةٍ تُسانِدنُا، وتُساعِدُنا وفيها نُساعِدُ بعضُنا بعضًا للنظر إلى الأمام. كم هو مهمُّ أن نحلمَ معًا! [...] وحدَنا قد نرى السَّراب، الذي به نرى ما هو غيرُ موجودٍ. أما الأحلامَ فنَبنيها معاً[3].  تعالوا نَحلمُ باعتبارنا إنسانيّة واحدة، ومسافرين نحمل جسدًا واحدًا، وأبناءٌ لهذه الأرضِ نفسِها التي تأوينا جميعًا، وكلٌّ منَّا يحمِلُ غِنى إيمانِه وقناعاتِه، كلٌّ واحدٍ بصوتِه، وجميعُنا إخوة" (رقم 8).

5. أزمةَ الجائحةِ فرصةٌ ملائمة لتفكيرٍ وجيزٍ في معنى الأزمَة، ويُمكِنُ أن يساعِدَ كُلَّ واحدٍ مِنّا.

الأزمة ظاهرةٌ تؤثِّرُ على الجميعِ وعلى كُلِّ شيء. نجدها في كُلِّ مكانِ وفي كُلِّ فترةٍ من التاريخ، وتَشمَلُ الأيدُّيولوجِّيات، والسِّياسة، والاقتِصاد، والتِّكنولوجيا، والبيئة والدين. إنَّها مرحلةٌ لازمة في تاريخ الأفراد وفي تاريخ المجتمعات. تظهر على أنَّها حدثٌ غير عاديّ، تُسبِّبُ دائِمًا اضطرابًا وقلقًا وعدمِ اتزانِ وعدم يقينِ في الخَياراتِ التي يتعيَّنُ اتِّخاذها. أصل الكلمة crisisالمشتقة من الفعل krino يعني: الغِربالُ الذي يُنقّي ويصَفِّي حُبوبَ القمحِ بعدَ جمعِها.

نجد في الكتاب المُقدَّس أيضًا ذكر أشخاصٍ كثيرين "تمّت تنقيتهم"، أو مرّوا في الشّدة. ومن خلال الشّدة والتنقية بالتحديد أتموا تاريخَ الخلاصِ.

نجد شدة إبراهيم، الذي تركَ أرضَه (تك 12، 1-2)، والذي كان يجبُ أن يمر بالشدة الكبرى أي التضّحيةِ بابنهِ الوحيدِ (تك 22، 1-19)، انتهت هذه الشّدة في الرؤية اللاهوتية بولادةِ شَعبٍ جديد. لكنَّ هذه الولادةُ لم تُعفِ إبراهيمَ من أن يعيشَ مأساةً سادها الارتباك وترك الوطن، والتي تحمَّلها بقوَّةِ إيمانِه فقط.

الشّدة التي مرّ بها موسى هي عدم ثقته بنفسه: "مَن أَنا حَتَّى أَذهَبَ إِلى فِرعَون وأُخرِجَ بني إِسرائيلَ من مِصر؟" (خر 3، 11)؛ "إِنِّي لَستُ رَجُلَ كَلامٍ، [...] لأَنِّي ثَقيلُ الفَمِ وثَقيلُ اللِّسان" (خر 4، 10)؛ "وأَنا ثَقيلُ اللِّسان" (خر 6، 12. 30). لهذا السبب، يُحاوِلُ الهُروبَ من الرِّسالة التي أوكلَها الله إليه: "يا ربُّ، أْرسِلْ آخرين" (را. خر 4، 13). ولكن بهذه الشّدة، جعلَ اللهُ موسى خادمًا له، وهو الذي أخرجَ الشَّعب مِن مِصْر.

إيليا، النبيَّ القويُّ حتى شُبِّهَ بالنَّار (را. سي 48، 1)، مرَّ بشدة كبيرة طلب معها الموت، ثم اختبرَ حُضورَ اللهِ، ليس في الرِّيح العاصِفة، ولا في الزِلزال، ولا في النَّار، ولكن في "صَوْتِ النسيم اللطيف" (را. 1 مل 19، 11-12). صوتُ اللهِ في الشّدة ليس صوت ضوضاء وضجيج، لكنه صوتٌ صَامِتٌ يُخاطبُنا من داخلَ الشّدة نفسِها.

يوحنَّا المعمدان اعتراه الشَّكُّ في هويِّة يسوع المَسيحانيَّة (را. متى 11، 2-6)، لأنَّ يسوع لم يُقدِّم نفسَه على أنَّه الديّان الذي كانَ يوحنا رُبما يتوقعه (را. متى 3، 11-12). إلقاء يوحنا في السجن هو الحدث الذي من بعده بدأ يسوع بالكرازة بإنجيل الله (را. مر 1، 14).

وأخيرًا، المحنة اللاهوتية التي مرّ بها بولسَ الطرسوسي: هزَّه اللقاء الصاعق مع المسيح على طريقِ دِمشق (را. رسل 9، 1-19؛ غلا 1، 15-16)، فأُجبِرَ على تركِ "يقينه" وآمن بيسوعَ وتبعه (را. فل 3، 4-10). كانَ القديِّس بولس حقًا رجُلاً سمحَ للشدة بأن تغيّره. ولهذا كانَ هو أيضًا صانعَ المحنة التي دفعتِ بالكنيسةِ للخروج من مُحيطِ إسرائيل والوُصولِ إلى أقاصيَّ الأرض.

يُمكنُنا أن نكمل لائحة شَّخصيَّات الكتاب المقدّس، ويُمكنُ لكلِّ واحد منَّا أن يجدَ مكانُه فيها. هي كثيرة جدًا.

لكنَّ الشّدة الكبرى والأبلغ هي التي مرّ بها يسوع. تؤكِّدُ الأناجيلَ الإزائيَّة أنَّه بَدأَ حياتَه العامّة بعد أن اختبر الشّدة التي عاشَها في التجارب. قَد يَبدو أنَّ بطلَ الرِّوايةِ في هذهِ الحادثة هو الشَّيطانُ بإغراءَاتِه الكاذِبة، لكن البطلَ الحقيقيّ في الواقعِ هوَ الرُّوحُ القُدُس. هو الذي قاد يسوعَ في هذا الوقتِ الحاسِم في حياتِه: "ثُمَّ سارَ الرُّوحُ بِيَسوعَ إِلى البَرِّيَّةِ لِيُجَرِّبَه إِبليس" (متى 4، 1).

يؤكِّدُ الإنجيليِّونَ أنَّ الأربعينَ يومًا التي عاشَها يسوع في الصَّحراءِ تميَّزت بتجرِبةِ الجُوع والضُعف (را. متى 4، 2؛ لو 4، 2). ومِن خِلالِ هذا الجُوع وهذا الضُعف بالتحديد يُحاولُ الشِّرير أن يلعبَ ورقتَه الرابِحة، مُعتمِداً على إنسانيَّةِ يسوع المُتعَبة. ولكن في ذلك الرجُل الذي أضعفه الصوم، يلقى المُجرِّب حضورَ ابنِ الله الذي يعرفُ كيفَ يتغلبُ على التجرِبة من خلالِ كلمةِ الله، وليس من خلال كلمته. يسوع لا يُحاورُ أبدًا الشَّيطان، أبدًا، وعلينا أن نتعلّم من ذلك. لا حِوارَ مع الشَّيطان، أبدًا: يسوع إمّا يطردُه بعيدًا أو يُجبِرُه على إظهارِ اسمِه، لكن لا حِوارَ مع الشَّيطان، أبدًا.

ثم واجهَ يسوع شدة لا تُوصَفُ في الجسمانيَّة: واجه الوَحدة، والخَوف، والقلق، وخيانةَ يهوذا وتخلِّيَ الرُّسُل (را. متى 26، 36-50). أخيرًا، الشّدةَ القُصوَى على الصَّليب، حيث تم تضامُنه مع الخطأةِ لدرجةِ الشُّعور بأنَّ الآبَ قد تخلَّى عنه (را. متى 27، 46). على الرّغمِ مِن ذلك، فقد "أسلَمَ الروح واثقًا في يديِّ الآب" (را. لو 23، 46). وهذا الاستِسلامُ الكامِلُ والواثقُ فتحَ الطريقَ إلى القيامَة (را. عب 5، 7).

6. أيّها الإخوة والأخوات، يُحذِّرُنا هذا التأملُ في الأزمةِ من التَسرُّع في الحُكمِ على الكنيسةِ انطِلاقاً من الأزماتِ التي سبَّبتها معاثر وشكوك الأمسِ واليوم، كما فعلَ النَّبي إيليا الذي عبّر عن غضبه أمام الرّبّ، وقدَّمَ لله صورة عن واقع ِلا رجاء فيه: "إنّي غِرتُ غَيرَةً لِلرَّبِّ، إِلهِ القُوَّات، لأنّ بَني إِسْرائيلَ قد تَركوا عَهدَكَ، وقَوَّضوا مَذابِحَكَ وقَتَلوا أنبياءكَ بِالسَّيف، وبَقيتُ أَنا وَحْدي، وقد طَلَبوا نَفْسي لِيأخُذوها" (1 مل 19، 14). وكم مرةٍ تقدِّمُ تحليلاتُنا الكنسيَّة أيضًا قِصصًا لا رجاء فيها. قراءة الواقع من غير رجاءٍ لا يمكن أن تكون قراءة واقعية. الرجاء يضفي على تحليلاتَنا ما لا نستطيعُ غالبًا، بقِصَرُ نظَرِنا، أن نراه. أجاب الله إيليا بأنَّ الواقع ليس كما أدركه هو: "امض فارجَعْ في طَريقِكَ نَحوَ بَرِّيَّةِ دِمَشق. [...] ولَكِن قد أَبقَيتُ في إسْرائيلَ سَبعَةَ آلاف، كُلَّ رُكبَةٍ لم تَجثُ لِلبَعْل كلَّ فَم لم يُقَبِّلْه"(1 مل 19، 15. 18). ليسَ صحيحًا أنَّه كان وحيدًا: إنّه في أزمة.

يستمِرُ الله في إنماءِ بُذورِ ملكوتِه بيننا. هُنا في الكوريا كثيرون يشهدونَ بالعمل المُتواضِع، والخفِيّ، وبدون ثرثرة، والصَّامت، والمُخلِص، والمهنيّ والصَّادق.هناك الكثير منكم، شكرًا. عصرُنا أيضًا له مشاكِلَه، لكن فيه أيضًا شهادةٌ حيَّةٌ على أنَّ الرَّبّ لم يترُكْ شعبَه، مع الفارقِ الوحيد أنَّ المشاكلَ تُنشرُ على الفورِ في الصُّحف - هذا كلّ يوم - وأما بوادرُ الرجاء فلا تظهرُ في الأخبارِ إلا بعد وقتٍ طويلٍ، وليسَ دائِمًا.

مَن لا ينظر إلى الأزمة في ضوءِ الإنجيل فإنّه كمن يقوم بتشريحِ جُثّة:ينظر إلى الأزمة، لكن بدون رجاء الإنجيل، وبدون نور الإنجيل. نشعرُ بالخوفِ مِنَ الأزمة ليسَ فقط لأنَّنا نَسيِنا تقييمَها بحسب قِيَمِ الإنجيل، ولكن لأنَّنا نَسيِنا أنَّ الإنجيلَ هو أولُ مَن يضعنَا في أزمة[4].إنّه الإنجيل الذي يضعنا في أزمة. فإذا وجدنا مرةَ أُخرى الشَّجاعةَ والتواضُعَ لنقولَ بصوتٍ عالٍ أنَّ وقتَ الأزمةِ هو وقتُ الرُّوح، عندئذٍ، حتى إذا واجهنا الظلام، والضُعف، والهشاشة، والتناقُضات والضلال، لن نشعُر بأنّنا مسحوقون، بل ستبقى دائمًا فينا، في داخلنا، ثقةٌ بأنَّ الأمور مزمعة على اتخاذ شكلٍ جديد، سينبثق فقط من خبرة نعمةٍ خافية في الظلام. "لأن الذَّهبَ يُمَحَّصُ بالنَّارِ والمَرضِّيين من النَّاسِ يُمحَّصُونَ في بُوتقةِ الألم" (سي 2، 5).

7. أخيرًا، أودُّ أن أحُثَّكم على عدمِ الخَلطِ بينَ الأزمة والصِّراع:فهما أمران مختلفان. للأزمةِ بشكلٍ عام نتيجةٌ إيجابيَّة، في حين أنَّ الصِّراعَ يخلقُ دائمًا مخاصمة، وتنافُسًا، وعداوةً على ما يبدو بلا حل، بين أناس منقسمين إلى أصدقاء نُحِبُّهم وأعداء نُقاتلُهم، والنتيجة هي انتصارُ أحدِ الطرفين.

منطقُ الصِّراعِ يبحث دائمًا عن "مذنبين" لوَصمِهم بالعارِ واحتقارهم وعن "صالحين" لتبريرِهم، من أجلِ الوصولِ الى وعي – فيه غالبًا شيء من اللامنطق الذي لا أساس له- بأنَّ هناك موقفًا أو حالة لا تخُصُّنا. فنفقدُ الشُّعور بالانتماءِ المُشترك، ويُفضي بنا هذا إلى ظهور وتثبيت بعضِ المواقِف النُخبويَّة، وتكوين "مجموعاتِ مُغلقة" تعزِّزُ منطقَ الحَصرِ والتجزئَة، فنُفقِرُ شموليّة رسالتِنا. "عندما نبقى في حالةِ الصِّراع، نفقِدُ الإحساسَ بالوَحدة العميقةِ للواقع" (الإرشاد الرسولي، فرح الإنجيل، 226).

إذا نظرنا إلى الكنيسة، من خلال فئات الصِّراع – اليمين واليسار، التقدُّمي والمحافظ- أدخلنا فيها التشرذم، والاستقطاب، والانحراف وأخرجناها عن طبيعتِها الحقيقيَّة: إنَّها جسدٌ دائمًا في أزمةٍ لأنَّها جسدٌ حيّ، لكن يجبُ ألَّا تصبحَ أبدًا جسداً في حالة صراعِ، وفيها هازم ومهزوم. بهذه الطريقة، في حالة الصراع، ستَبُثُّ الخوفَ، وستتَجمَّد وتفقد طابعها السينودي، وستفرِضُ منطق النموذج الواحد الإجباري، بعيدًا عن الغِنى والتعددِّية التي مَنحَها الرُّوحُ القدس لكنيستِه.

إنّ الحداثة التي أدخلَتْها الأزمة التي أرادها الرُّوح ليست الحداثة التي تعارض القديم، بل هي حداثةٌ تَنبُتُ من القديمِ وتجعلُه أكثر خصوبة. يستخدمُ يسوعُ عبارة تعبِّر عن هذا الواقع بطريقةٍ بسيطةٍ وواضحةٍ، حين يقول: "إنَّ حَبَّةَ الحِنطَةِ الَّتي تَقَعُ في الأَرض إِن لَم تَمُتْ تَبقَ وَحدَها. وإذا ماتَت، أَخرَجَت ثَمَراً كثيراً" (يو 12، 24). إنَّ فِعلَ موتِ البِذرة هو فِعلٌ فيه معنيان في الوقت نفسه، فهو يعني في الوقت نفسه نِهايةَ شيءٍ وبدايةَ شيءٍ آخر. اللحظة نفسها نسميها "موت-تعفُّن" "وولادة-تبرعُم"، لأنَّ كلّ ذلك شيء واحد: إنّنا نرى أمامَ أعيُنِنانهايةً ونرى في هذه النهاية في الوقت نفسه بدايةً جديدة.

بهذا المعنى، فإنَّ كلَّ المُقاومة التي نقاومُ بها الأزمة فلا نسمح لأنفُسِنا بالانقياد للرُّوحِ في وقت التجربة، تحكم علينا بالبقاء وحدَنا عقيمين، في الصراع على الأكثر. بالدِّفاعِ عن أنفسِنا من الأزمة، نُعيقُ عملَ نعمةِ الله التي تريدُ أن تَظهرَ فينا ومن خِلالِنا. لذلك، إذا أظهرت لنا بعض الواقعيّة بأنَّ تاريخَنا الحديثَ هو فقط مجموعةٌ من المساعي التي لم تنجح دائمًا، والشكوك، والسَّقطات، والخطايا، والتناقُضات، والشَّهادات المتقطعة، فيجبُ ألَّا نَخافَ، ولكن يجبُ أيضًا ألّا نُنكِرَ كلَّ ما تأثر فينا وفي جماعاتِنا بكل وضوح بالموتِ ويحتاجُ إلى التوبة والتبديل. كلُّ ما يتضح فينا من شر، وتناقض، وضعف وهشاشة يذكِّرُنا بصورة أقوى بحاجتنا إلى أن نموت عن نمط وجود أو تَفكيرِ أو عمل لا يتفق والإنجيل. فقط بإماتة بعض العقليّات فينا، يمكننا أن نُفسِحَ في المجالِ للجديدِ الذي يُحِدُثه الرَّوح باستمرارٍ في قلبِ الكنيسة.كان آباء الكنيسة على علم بهذا، وأطلقوا عليه اسم "التوبة".

8. خلفَ كلِّ أزمة، هناك دائمًا مطلَبٌ حَقٌّ للتَّحديث:إنّها خطوة إلى الأمام. ولكن إذا كنَّا نريدُ حقًا تحديثًا، فيجب أن نتحلَّى بالشجاعةِ وبالاستعدادِ الكامل لكلّ شيء. يجبُ أن نتوقَّفَ عن التفكيرِ في إصلاحِ الكنيسة على طريقة الرقعة في ثوبٍ قديم، أو على طريقة مُجرّدَ صياغةٍ لدُّستورٍ رسوليٍ جديد.إصلاح الكنيسة هو شيء آخر.

إنَّها ليست مسألة "رقعة في ثوب"، لأنَّ الكنيسة ليست "ثوبَ" المسيح فقط. إنّها جسدُه الذي يُعانقُ التَّاريخَ كلّه (را. 1 قور 12، 27). نحنُ لسنا مدعوِّين إلى تغييرِ أو إصلاحِ جسدِ المسيح - "إِنَّ يسوعَ المَسيحَ هو هو أَمْسِ واليَومَ ولِلأَبَد" (عب 13، 8) - لكنَّنا مدعوُّون إلى أن نُلبِسَ ذلك الجسد نفسه ثوبًا جديدًا، يُظهِرُ بوضوح أنّ النِّعمةَ التي تمتلكها لا تأتي منَّا بل منَ الله: "هذا الكَنْزَ نَحمِلُه في آنِيَةٍ مِن خَزَف لِتَكونَ تِلكَ القُدرَةُ الفائِقَةُ لِلهِ لا مِن عِندِنا" (2 قور 4، 7). الكنيسةُ دائمًا إناءٌ من فُخَّار، ثمينٌ بما يحتويه وليسَ بما يظهر منه أحيانًا. في النهاية، يسعدني أن أقدم لكم كتابًا، هدية من الأب أردورا، يروي حياة إناءٍ من فُخَّار، الذي جعل عظمة الله وإصلاحات الكنيسة تتألق. هذا زمن يبدو فيه واضحًا أن الفخار الذي جُبِلْنا منه مثلومٌ ومشقَّقٌ ومتكسر. يجبُ أن نجتهدَ حتى لا يصبحَ ضعفُنا عقبةً أمامَ إعلانِ الإنجيل، بل يكونُ مكانًا يتجلَّى فيه حُبُّ الله الجزيلِ المراحم، حبُّه الكبيرُ الذي بهِ أحبَّنا ويحبُّنا (را. أف 2، 4).إذا أزلنا الله الغني بالرحمة من حياتنا، ستكون حياتنا فريّة، أكذوبة.

حذَّرنا السَّيد المسيح خلالَ فترةِ الأزمة من بعضِ المُحاولات للخروجِ منها، وهي محاولاتٌ محكومٌ عليها بالفشل منذُ البِداية، مِثلَ مَن "يَشُقُّ قِطعَةً مِن ثَوبٍ جَديد، فيَجعَلُها في ثَوبٍ عَتيق" والنتيجةُ معروفةٌ مُسْبقًا: سيتمزَّقُ الجديد، لأنَّ "القِطعَةُ الَّتي أُخِذَت مِنَ الجديدِ لا تُلائِمُ العَتيق". وبالمِثل: "ما مِن أَحَدٍ يَجعَلُ الخَمرَةَ الجَديدةَ في زِقاقٍ عَتيقة، لِئَلاَّ تَشُقَّ الخَمرَةُ الجَديدةُ الزِّقاقَ فتُراقَ هي، وتَتلَفَ الزِّقاق. بل يَجِبُ أَن تُجعَلَ الخَمرَةُ الجَديدةُ في زِقاقٍ جَديدة" (لو 5، 36-38).

الموقف الصحيح هو موقف الكاتب الذي "تَتَلمَذَ لِمَلكوتِ السَّمَوات" والذي "يُشبِهُ رَبَّ بَيتٍ يُخرِجُ مِن كَنزِه كُلَّ جَديدٍ وقَديم" (متى 13، 52). الكنزُ هو التقليدُ، وهو الذي قال فيه البابا بنديكتوس السَّادس عشر إنّه مثل، "النَّهرِ الحيِّ الذي يربِطُنا بالأصول، النَّهرِ الحيِّ الذي تتواجدُ فيه الأصولُ دائمًا، النَّهرِ الكبير الذي يقودنُا إلى ميناءِ الخُلود" (المقابلة العامة، 26 نيسان/أبريل 2006). أتذكر عبارة ذلك الموسيقي الألماني الكبير: "التقليد هو حماية المستقبل وليس متحفًا، ويحرس الرماد". تتكَّونُ "الأشياءُ القديمة" من الحقيقةِ والنِّعمةِ التي نمتلكُها بالفعل. الأشياءُ الجديدةُ هي الجوانبُ المُختلفةُ للحقيقةِ التي نفهمُها تدريجياً. تلك الجملة من القرن الخامس: "حتى يتقوّى على مرّ السنين، ويتوسّع مع الوقت، ويسمو مع العمر":هذا هو التقليد، وهكذا ينمو. لا توجدُ طريقةٌ تاريخيَّةٌ في عيشِ الإنجيلِ تستنفِدُ كلّ ما في الإنجيل. إذا سمحنا لأنفسنِا أن يقودَنا الرُّوح القُدس، فإنَّنا نقتربُ كلَّ يومٍ أكثرّ من "الحقيقةِ الكامِلة" (يو 16، 13). عكسَ ذلك، بدون نعمة الرُّوح القُدس يمكنُ أن نبدأ بالتفكير في كنيسةِ بالصورة السينوديّة، لكن، بدلاً من أن نَصِلَ إلى الشَّركة السينوديّة بحضور الرُّوح القُدس، نصِلُ إلى النظر إليها على أنَّها تجمٌّعٌ ديمقراطيّ مثلُ غيرِه يقوم على الأكثريّة والأقلية.مثل البرلمان على سبيل المثال: وهذه ليست روح سينودسية. إنَّ وجودَ الرُّوح القُدس فقط هوَ الذي يصنعُ الفرق.

9. ماذا نفعلُ في زمن الأزمة؟ أولًا، نقبلُها ونرى فيها زمنَ نعمةِ أعطانا إياه الله لنفهمِ إرادته لكُلِ واحدٍ مِنَّا وللكنيسةِ بأكملِها. من الضّروري أن ندخل في المنطقِ الذي يبدو أنّه مبني على التناقض والقائِل "لأَنِّي عِندَما أَكونُ ضَعيفًا أَكونُ قَوِيًّا" (2 قور 12، 10). يجبُ أن نتذكَّر الضمانَ الذي أعطاه القدِّيس بولس لأهلِ قورنتس: "إِنَّ اللهَ أَمينٌ فلَن يأذَنَ أَن تُجَرَّبوا بما يفوقُ طاقتَكم، بل يُؤتيكُم مع التَّجرِبَةِ وَسيلةَ الخُروجِ مِنها بِالقُدرةِ على تَحَمُّلِها" (1 قور 10، 13).

إنَّ الأمرَ الاساسيِّ جداً هو عدم قطعُ الحِوار مع الله، ولو كانَ ذلك صعبًا. الصّلاة ليست سهلة. يجبُ ألّا نتعبَ من الصَّلاة دائمًا (را. لو 21، 36؛ 1 تس 5، 17). إنَّنا لا نعرفُ أيَّ حلٍ آخرَ للصعاب التي نمرُّ بِها، ما عدا المزيد من الصَّلاة، وفي نفسِ الوقت، نبذلُ كلِّ ما في وِسعِنا وبمزيد من الثقةٍ. ستسمحُ لنا الصَّلاة "أن نرجو عَلَى غَيرِ رجَاءِ" (را. روم 4، 18).

10. أيّها الإخوة والأخوات الأعزاء، لنُحافظْ على السَلامِ والهُدوء، ونحن عالمون كلّ العلم أنَّنا جميعًا، وأنا أولاً، لسْنا سِوى "خَدَمٍ لا خَيرَ فيهِم" (لو 17، 10)، أظهرَ اللهُ لهُم رَحمته. لهذا السَّبب، جيدٌ أن نتوقَّفَ عن العيشِ في حالة صراع، والعودةُ إلى الشُّعورِ بأنّنا في مسيرة، ومنفتحين على الأزمة. المَسيرة مُرتبطة دائمًا بأفعالِ الحَركة. والأزمةُ هي حَركة، إنَّها جزءٌ من المسيرة. أما الصِّراع فمسيرة مزيفة، إنَّه تَجوالٌ بِلا هدفٍ ولا غاية، إنَّه البقاءُ في المَتاهة، إنْ هو إلاَّ إهدارٌ للطَّاقةِ وفرصةٌ للشَّر. وأوَّلُ شَّرٍ يقودنُا إليه الصِّراع، والذي يجبُ أن نُحاولَ الابتعادَ عنه، هو الثرثرة:لنكن حذرين بشأن هذا! إنّه ليس جنونًا أن أتحدث ضد الثرثرة، إنّه إدانة للشرّ الذي يدخل الكوريا، هنا في القصر البابوي يوجد العديد من الأبواب والشبابيك والشر يدخل منها ونعتاد على ذلك، والقيل والقال، التي تُغلقُ علينا في مركزية الأنا التي تُتعِسُنا، وتَحُطُّ من كرامتنا، وتَخنُقُنا. وتُحوِّلُ كلَّ أزمةٍ إلى صراع. يقول لنا الإنجيلُ إنَّ الرُعاةَ صدَّقوا بُشرى الملاكِ وانطلقوا في مسيرة نحوَ يسوع (را. لو 2، 15-16). أما هيرودس فأغلق نفسه أمامَ رواية المُجوسِ وحوّلَ انغلاقهُ إلى كَذِبٍ وعنف (را. متى 2، 1-16).

ليسأل كلُّ واحدٍ منَّا نفسه، أياً كانَ موقعه في الكنيسة، هل يريدُ أن يتبعَ يسوع بطاعةِ الرُّعاة، أم يريد أن يَحمِيَ نفسه مثلَ هيرودس، ويتصرَّفَ مثلَه في الأزمة، ويحمِيَ نفسَه من يسوع في الصراع.

اسمحوا لي أن أطلبَ مِنكم جَميعًا صراحة، أنتم الذي تُشاركونَني في خدمةِ الإنجيل، هديةَ عيد الميلاد، وهي: تعاوُنكم السَّخي والقلبيّ في إعلانِ البشارةِ خاصةً للفقراء (را متى 11، 5). لنتذكَّرْ أنَّ من يعرفونَ اللهَ حقًا، هُم فقط أولئكَ الذينَ يُرحِّبونَ بالفقراءِ الذينَ يأتونَ من الأسفلِ ببؤسِهم، والذين يرسلهم الله من فوق بهذه الصفة. لا يمكنُنا أن نرى وجه الله، ولكن يمكنُنا أن نختَبِره في مجيئه إلينا عندما نُكرِمُ وجهَ قريبِنا، وجهَ الآخر الذي يُشركنا في احتياجاتِه[5].وجه الفقراء. الفقراء هم مركز الإنجيل. وأتذكر ما قاله ذلك الأسقف البرازيلي القديس: "عندما أعتني بالفقراء، يقولون عني إنّني قديس، لكن عندما أسأل نفسي وأسأل: "لماذا كلّ هذا الفقر؟" يقولون لي أنّني "شيوعي".

لا يَكُنْ أحدٌ عائقًا بإرادته أمام العملَ الذي يقومُ به الرَّبّ يسوع في هذا الزمن، ولْنطلبْ نعمة التواضُع في الخدمة حتى"يَظهرَ هو ونغيبَ نحن" (را. يو 3، 30).

أطيب الأمنيات للجميع، ولكلِّ واحدٍ مِنكم، ولعائلاتِكم ولأصدقائِكم.وشكرًا، شكرًا على عملكم، شكرًا جزيلًا، ورجاءً صلُّوا من أجلي دائماًحتى أمتلك الشجاعة أن أبقى في أزمة. عيد ميلاد مجيد! شكرًا.

(بركة البابا)

لقد نسيت أن أخبركم أنّني سأقدم لكم كتابين كهدية. الكتاب الأوّل، حياة شارل دي فوكو، معلم الأزمة، الذي بقي لنا نعمة، وإرثًا جميلًا. هذه هدية قدّمها لي الأب أردورا: شكرًا. الكتاب الآخر يسمى Olotropia: أفعال الألفة المسيحيّة. وهي أفعال تساعد في عيش حياتنا. إنّه كتاب صدر في الأيام الأخيرة، كتبه باحث في الكتاب المقدس، تلميذ الكاردينال مارتيني، وكان قد خدم في ميلانو ولكنه من أبرشية ألبينجا - إمبيريا.

 

***********

© جميع الحقوق محفوظة – حاضرة الفاتيكان 2020


 
[1] Vita activa. La condizione umana, Bompiani, Milano 1994, 182.
[2] Ibid.
[3] Discorso nell’Incontro ecumenico e interreligioso con i giovani, Skopje – Macedonia del Nord (7 maggio 2019): L’Osservatore Romano, 9 maggio 2019, p. 9.

كلمة قداسة البابا فرنسيس خلال اللقاء المسكوني وبين الأديان مع الشباب، إسكوبية-مقدونيا (7أيار/مايو 2019): صحيفة المراقب الروماني، 9 أيار/مايو 2019، ص. 9.

[4] "فقالَ كَثيرٌ مِن تَلاميذِه لَمَّا سَمِعوه: هذا كَلامٌ عَسير، مَن يُطيقُ سَماعَه؟ فعَلِمَ يسوعُ في نَفْسِه أَنَّ تَلاميذَه يَتَذَمَّرونَ مِن ذلك، فقالَ لَهم: أَهذا حَجَرُ عَثرَةٍ لكُم؟" (يو 6، 60-61). ولكن فقط انطلاقًا من هذه الأزمة يمكن أن ينشأ الاعتراف بالإيمان: "يا ربّ، إِلى مَن نَذهَب وكَلامُ الحَياةِ الأَبَدِيَّةِ عِندَك؟" (يو 6، 68).

[5] Cfr. E. Lévinas, Totalité et infini, Paris 2000 ,76.

 

 


Copyright © Dicastero per la Comunicazione - Libreria Editrice Vaticana